الحكومة السودانية تعترف بمظالم انضجت أحداث دارفور

اعترفت الحكومة السودانية أمس بوجود مظالم أدت الى انضاج الأحداث التي شهدتها دارفور مؤخراً، فيما يعقد اليوم اجتماع أمني لمناقشة التقارير الأخيرة لنتائج التفاوض مع المتمردين بالولاية. 
فقد أكد اللواء الركن بكري حسن صالح وزير الدفاع السودانى ان حكومة الخرطوم تعطى الأولوية للمعالجة السياسية لأحداث دارفور الاخيرة اقتناعا منها بمشروعية المطالب التى تسعى الى تحقيقها على صعيد توفير الخدمات والتنمية. 
وفى الوقت نفسه حذر صالح من أن الحكومة السودانية قد تلجأ الى اساليب اخرى فى حال تجاوز حركة دارفور ما أسماه بالحدود أو هددت أمن المواطنين المدنيين المسالمين. 
واعترف وزيرالدفاع السودانى فى تصريحات صحفية نشرت فى الدوحة أمس بحق هذه المناطق فى التنمية والخدمات مشيرا الى ان هناك رغبة لدى الحكومة فى انتهاج سياسة نقل وتوسيع الخدمات ومشروعات التنمية خارج العاصمة الخرطوم ولكن قلة الامكانات وظروف الحرب هى التى تعيق ذلك. 
ونفى الوزير امكانية ان تؤثر احداث دارفور على وحدة السودان قائلا ان هذه الاحداث كانت محدودة حتى الان مؤكدا رفضه للتعبير عن هذه المظالم بالسلاح، وأشار الى أن السواد الاعظم لسكان المنطقة يواجهون نفس المشكلة ولكنهم يعبرون عنها بالأساليب السلمية. 
في غضون ذلك تدخل أزمة دارفور اليوم مرحلة حاسمة حيث تجتمع آلية بسط الامن بدارفور بمشاركة ولاة دارفور والقيادات الأمنية والشعبية مع لجان التفاوض الأربع المكلفة بالتفاوض مع الميليشيات المسلحة ومن المقرر ان يناقش الاجتماع التقارير الختامية لنتائج المفاوضات مع المتمردين، واوضح الفريق أدم حامد الناطق الرسمي باسم آلية بسط الامن ووالي جنوب دارفور ل(البيان) أن اجتماع اليوم بالفاشر عاصمة ولاية دارفور سيكون اجتماعاً حاسماً وأن الآلية ستضع النقاط فوق الحروف فيما يتعلق بالمتمردين وتوقع ان تصدر الآلية قراراتها بعد الاستماع لتقارير اللجان التي تفاوض مع أبناء قبائل الفور والزغاوة المتمردين وميليشيات القبائل العربية ـ وان المجتمعين سيستمعون لمطالب المتمردين والى أي مدى يمكن تحقيقها من جانب الحكومة الا أنه المح لوجود استجابة من قبل الميليشيات الى الجنوح للحل السلمي. 
ونفى الفريق ادم حامد ما أعلنته جبهة تحرير السودان (جبهة تحرير دارفور سابقاً) عن قيامها باحتلال محافظة قولو بجبل مرة معتبراً ان هذا حديث عار من الصحة واشار الى هجوم مجموعة مسلحة محدودة العدد على المحافظة وان الجيش السوداني تمكن من دحرها وقد لاذت المجموعة بالفرار واعتبر ان البيان كاذب وان تبديل اسم جبهة تحرير دارفور الى حركة تحرير السودان يعد محاولة لإحداث ربكة وإزعاج في المنطقة. 
وكانت حركة تحرير دارفور قد أصدرت بياناً طالبت بتكوين دولة علمانية في السودان ومنح كل السودانيين حق تقرير المصير، ودعا البيان الى تغيير الحكومة الحالية بحكومة ديمقراطية كما أعلنت حركة تحرير السودان استيلاءها على محافظة قولو بجبل مرة وذيل البيان بتوقيع الأمين العام للحركة ميني اركو مناوي. 
على ذات الصعيد نفى الفريق آدم حامد علمه بالجهة التي أصدرت هذا البيان مؤكداً ان ميني مناوى اسم غير معروف في دارفور. 
وفي ذات السياق اجرى الرئيس البشير اول أمس بعد عودته للبلاد قادماً من النيجر اتصالاً هاتفياً بالفريق إبراهيم سليمان رئيس آلية بسط الأمن بدارفور لمتابعة تطورات الأوضاع في دارفور. ومن جانبه نّوه الفريق إبراهيم سليمان بأن الرئيس يهتم بصورة شخصية بما يدور في دارفور وأن الدولة في أعلى مستوياتها تتابع الأوضاع بصورة دقيقة. وكانت معلومات قد رشحت تقدم المفاوضات الى الأمام مع الميليشيات المسلحة الموجودة بجبل مرة والتي يرأس لجنة التفاوض الحكومية فيها بروفيسور أبو القاسم سيف الدين كما اشار عثمان كير عضو آلية بسط الأمن الى وصول فريق التفاوض مع أبناء الزغاوة المتمردين الذي يترأسه من الجانب الحكومي اللواء متقاعد التجاني ادم الطاهر وزير البيئة والتنمية العمرانية لنتائج ايجابية علماً بأن هذه المجموعة تحتجز الشرتاي ادم الصبي احد قيادات قبيلة الزغاوة الى جانب نائب معتمد كتم. 
نقلا عن البيان

 

Source: http://www.akhirlahza.com/1st%20pages/dailyarchive/dchive/dmar2003/18.3.2003.htm